تسوية قانونية بين ترامب وتويتر: تفاصيل تعليق الحساب وسبب إسقاط القضية

ترامب يتوصل إلى تسوية مع تويتر بشأن تعليق حسابه: نهاية معركة استمرت لسنوات

في خطوة مفاجئة، توصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والشركة التي كانت تُعرف سابقًا باسم تويتر إلى تسوية قانونية بشأن تعليق حسابه على المنصة في يناير 2021، وذلك عقب أحداث الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول. ووفقًا لتقرير نشرته بلومبرج، تقدم محامو الطرفين بطلب إلى المحكمة لإغلاق القضية نهائيًا، مما يضع حدًا لنزاع قانوني استمر لأكثر من ثلاث سنوات.

تفاصيل القضية وأسباب تعليق حساب ترامب

بدأت القضية عندما رفعت حملة ترامب دعوى قضائية ضد تويتر، مدعيةً أن إغلاق الحساب يمثل انتهاكًا للتعديل الأول من الدستور الأمريكي، الذي يكفل حرية التعبير. وجاء قرار تويتر بحظر الحساب في أعقاب اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، حيث اعتبرت الشركة أن تغريداته تشكل خطرًا على التحريض على العنف.

وفي البداية، رفض القاضي الفيدرالي القضية، معتبرًا أن تويتر كشركة خاصة لديها الحق في تنظيم المحتوى على منصتها. إلا أن ترامب استأنف القرار، لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من التقاضي، قرر التخلي عن الاستئناف، مما أدى إلى إغلاق القضية بشكل نهائي.

استحواذ إيلون ماسك على تويتر وتأثيره على القرار

خلال هذه الفترة، شهدت تويتر تحولًا جذريًا، حيث استحوذ عليها الملياردير إيلون ماسك في عام 2022، وقام بتغيير اسمها إلى “إكس”، معتبراً أن المنصة يجب أن تكون مساحة حرة لحرية التعبير.

ويُعرف ماسك بعلاقته القوية مع ترامب، حيث أعاد الحساب الرئاسي السابق إلى المنصة في نوفمبر 2022 بعد إجراء استطلاع رأي عام على تويتر، أظهر أن غالبية المستخدمين يرغبون في عودة ترامب. وعلى الرغم من أن الرئيس السابق لم يعد للنشاط على “إكس” كما كان في السابق، فإن العلاقة بينه وبين ماسك قد تكون عاملًا رئيسيًا في قرار التخلي عن القضية.

تسوية مماثلة بين ترامب وميتا

لم تكن هذه القضية الوحيدة التي خاضها ترامب ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث توصلت شركة ميتا، المالكة لـفيسبوك وإنستغرام، إلى تسوية قانونية معه بعد تعليق حساباته في عام 2021.

ووفقًا لتقارير إعلامية، وافقت ميتا على دفع 25 مليون دولار، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية، وهو ما يعكس رغبة الشركات الكبرى في إنهاء النزاعات القانونية مع الشخصيات السياسية المؤثرة.

تغير استراتيجية ترامب القانونية والسياسية

مع إسقاط هذه القضايا، يبدو أن ترامب قد غير استراتيجيته القانونية تجاه شركات التكنولوجيا، حيث لم يعد يركز على ملاحقتها قضائيًا، بل يوجه جهوده نحو حملته الرئاسية لعام 2024.

ويأتي هذا التطور في وقت يسعى فيه ترامب إلى تعزيز وجوده على المنصات الرقمية، حيث يستخدم منصته الخاصة “تروث سوشيال” كبديل رئيسي عن تويتر وفيسبوك. ومع ذلك، فإن التغييرات في علاقاته مع إيلون ماسك وميتا قد تعكس موقفًا أكثر تصالحًا مع عمالقة التكنولوجيا مقارنةً بالسنوات السابقة.

ما الذي تعنيه هذه التسوية لمستقبل وسائل التواصل الاجتماعي؟

يشير إنهاء هذه القضايا إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى باتت أكثر حذرًا في التعامل مع القضايا السياسية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشخصيات بارزة مثل ترامب. كما أن العلاقة المتنامية بين إيلون ماسك والسياسيين المحافظين قد تعيد تشكيل طريقة إدارة منصات التواصل الاجتماعي في المستقبل، مما قد يؤثر على حرية التعبير، سياسات المحتوى، والرقابة الرقمية.

الخاتمة

مع إغلاق هذه الملفات القانونية، يترك ترامب وراءه معركة طويلة مع شركات التكنولوجيا، ليركز على حملته الرئاسية الجديدة. ويبقى السؤال: هل سيعود ترامب لاستخدام “إكس” بانتظام، أم سيواصل الاعتماد على منصته الخاصة تروث سوشيال؟

By raja